Thursday, February 14, 2008

الصــــــــــــــــــــوم


تأخرت كثيرا .. أعلم .. وربما نسيتم هذه المدونه
ولكن بإذن الله لن أتأخر كذلك مرة أخرى
عزرى أنها مدونه القلب ..
الذي عندما يفرح أو يحزن أو يغضب يصمت .. فلا أجد ما أكتب
بعكس طوق الحريه التي هي مدونه العقل المجنون .. الذي يكتب في كل حالاته

هيا لنبدأ التأمل في الركن الرابع ( الصوم ) وأعترف أنه لازال يبهرني
هذا الترتيب المحكم في أركان الإسلام الخمس
هو بمثابه إختبارات للنفس وللعقيده والإيمان تعلو تدريجيا
كل ركن يعلمنا شئ ويخلصنا من شئ ويقربنا أكثر إلى الله
فمن نطق الشهادتين .. أول ركن من أركان الإسلام وأبسطها .. وأيسرها
لكنه يعلمنا ألا نخاف .. هذا الخوف الذي كان يشعر به في بدء الإسلام
العبيد عند دخولهم للإسلام
وما كان يواجهونه من تعذيب وويلات
فقط انطق الشهادتين ولا تخف فمعك الله
وهذا الركن أيضا يخلصنا من ظلام الشرك بالله .. وبه نبدأ الطريق إلى الله
ثم الركن الثاني الصلاة
تعلمنا الخشوع لله ... وتلبيه نداه .. والوقوف بين يديه طاهرا قلبا وجسدا
فنتكلم معه ويقيننا أنه يسمعنا ويرانا
ويحدثنا سبحانه من خلال آياته من خلال آياته
( فمن أراد أن يكلم الله فعليه بالصلاة
ومن أراد أن يكلمه الله فعليه بالقرآن ).. إنها تعلمنا التقرب إلى الله
وتخلصنا من الكسل وبعض مفاتن وإغراءات الدنيا .. فمتى نادى منادي الصلاة .. نترك كل
شئ وأي شئ مهما يكن
فهل هناك أهم من أن الله يدعوك ويناديك لتقف بين يديه ؟

ثم الركن الثالث الزكاة
تعلمنا أن المال مال الله ونحن لا نملك فيه شئ .. وأن التجارة معه سبحانه
رابحه .. رابحه .. عشرة أمثال
هل تذكرون الأمثله الحقيقيه التى ذكرناها في موضوع الزكاه والصدقه ؟
إنها
تعلمنا كيف نطهر أنفسنا ومالنا
وتخلصنا من شهوة حب المال .. والبخل .. ومن حسد الفقير ونقمه علينا
..
والركن الرابع ..الصوم وعنه سيكون حديثنا اليوم ..
واعزروني في المقدمه السابقه فهي لم تكن للمراجعه أو التذكير
لكنها لنتأمل التدرج .. ولنعلم كيف نصعد السلم درجه .. درجه
وإن كان كل ماسبق من عبادات نثاب عليه .. ونعلم مقدار الثواب فيها .. والله يضاعف لمن يشاء
فالصوم ثوابه عند الله .. ووحده ينسب إليه سبحانه
فهو عباده خالصه لله عز وجل ويليق به ذلك
فنحن نصلي الفروض والسنن طمعا في الحسنات ومحو السيئات .. ونصلى للحاجه أو للإستسقاء ..
لأننا نحتاج الله
وكل الصلوات قد تحتاج ساعه فقط في اليوم كله ورغم ذلك فالبعض قد يتكاسل عنها ويجد
فيها مشقه
والبعض لا فالينتظروا فالصوم آت.
ونزكي ونتصدق .. أيضا طمعا في الحسنات وتطهير المال والنفس وكل ما نخرجه هو بعض المال
وإن كان هذا الأمر صعب على البعض إلا أنه يسير على البعض الآخر فالينتظروا فالصوم آت
أما الصوم فنحن لا نعلم مقدار الحسنات التي سنحصل عليها
وبالرغم من ذلك نصوم رغم ما في هذه العبادة من مشقة، حيث يُجيع الإنسان كبده، ويُظمئ نفسه،
ويَدَع شهواته كلها لله سبحانه.
وهذا ما جاء في الحديث الذي رواه ابن خزيمة في صحيحه وغيره: "كل عمل ابن آدم له،
الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصيام فهو لي، وأنا أجزى به.
يَدَع الطعام من أجلي، ويدع الشراب من أجلي، ويدع لذته من أجلي، ويدع زوجته من أجلي ..."[3
إنه الصوم
العبادة الوحيده التي قال الله جل وعلى عنها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم،
فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث ولا يصخب، فإن
سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم. والذي نفس محمد بيده، لخُلُوف[1]
فم الصائم، أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره،
وإذا لقي ربه فرح بصومه"[2].
وكما أننا نؤدي فرض الصلاة ونتطوع بالسنن والنوافل
وكما نؤدي فرض الزكاه ونتطوع بالصدقه
فنحن أيضا نؤدي فرض الصوم في رمضان ونتطوع بصيام أيام أخرى مثل
1) صوم 6 أيام من شوال
ويمكن أن تصومها مباشرة أو في أي جزء من شوال وأن تصام متتابعه أو مفرقه
والأفضل أن تكون بعد رمضان
بفاصل يوم العيد فقط وأن تكون متتابعه
2)
الصوم في الأشهر الحرم
( ذو القعده * وذو الحجه * والمحرم * ورجب ) ووصفت بالحرم
لأنها ذات حرمه وقداسه ولأن القتل كان محرما فيها في الجاهليه وصدر الإسلام
أما الأصل في الصيام فيها فهو حديث الرجل الباهلي الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم
أن يذيده وصيه في الصيام
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم
( صٌم من الحُرم وأترك , صٌم من الحُرم وأترك , صُم من الحُرم وأترك )
3) صوم يوم عرفه
وهو التاسع من ذي الحجه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صوم يوم عرفه يكفر سنتين : ماضيه ومستقبليه ,
وصوم عاشوراء يكفر سنه ماضية )
4) صوم تسع من ذي الحجه
والأدله في خصوص الصيام في هذه الأيام غير كافيه
ولكن الأحاديث التي تحض على مطلق العمل الصالح وفضله في عشر ذي الحجه صحيحه وطبعا يدخل الصيام من ضمنها
5) صوم المحرم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم )
6 ) صوم عاشوراء
وعاشوراء يوم معظم في الجاهليه فكان اليهود يصومونه , وكانت قريش تصومه وكان النبي يصومه
قبل البعثه موافقه لهم وبعد البعثه فصيامه سنه ويستحب أن يضم إلى عاشوراء يوم التاسع أو
الحادي عشر مخالفة لصيام اليهود
7) صوم الأثنين والخميس
ويستحب صيامهما لحديث عائشه رضى الله عنها
( كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام الاثنين والخميس)
8) صوم ثلاثة أيام من كل شهر
يستحب صيامهم فإنه كصيام الدهر لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم
( صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وإفطاره)
9) صوم يوم وإفطار يوم
لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم
( أفضل الصيام صيام داود عليه السلام , كان يصوم يوم ويفطر يوما )
10 ) صوم رجب
لم يثبت في صوم رجب أدله كافيه إلا ما ورد من الترغيب في العمل الصالح في الأشهر الحرم
11 ) صوم شعبان
يستحب صومه كله أو معظمه
لحديث أم سلمه رضي الله عنها
( أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم من السنه شهرا تاما إلا شعبان , يَصِله برمضان )
12 ) صوم نصف شعبان
لم يرد في صيام نصف شعبان حديث قوى يمكن أن نأخذ به
وما يحدث من تجمع في المساجد والدعاء بأدعيه معينه يعتبر بدعه
*****************************************
هناك أمر غريب جدا تأملوه معي وهي في مقوله أن الصلاة عماد الدين ومن أقامها فقد أقام الدين
سنتعرض لها الآن بما أننا تكلمنا عن الصوم
ربما لهذه المقوله تفسيرات عديده
ولكن تأملوها معي
قد نجد شخص يزكي ويتصدق ويصوم لكنه لا يصلي
ونجد شخص يتصدق ولا يصوم ولا يصلي
ولكن من الصعب جدا جدا أن تجد شخص يصلي ولا يزكي ولا يصوم
فهي فعلا عماد الدين .. وعندما تؤدي الصلاة .. تؤدي ما بعدها

تقبلوا خالص تحياتي