Wednesday, April 30, 2008

الاستغفار .. عالم آخر

من منا لم يخطئ ؟
من منا لم يندم على أفعال خطأ ارتكبها ؟
من منا لم تمر عليه لحظات شعر فيها أنه بعيد عن ربه ؟
فقط يجب أن نعلم أنه
ليس السوء في الخطأ الذي ارتكبته
ولكن الكارثه أن تخطئ وبالخطأ تكابر
أن تخطئ وبالخطأ تجاهر
أن تخطئ وتستمر في الخطأ وتزيد فيه
أما من يحاسب نفسه .. ويعرف أخطاؤه .. ويحاول دوما أن يكون على الطريق المستقيم
أذكره بقول الله تعالي : وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ
وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران : 135]
إذا
هون على نفسك
كلنا بشر
كلنا خطاء

عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا ، لذهب الله تعالى بكم ، ولجاء بقوم يذنبون
فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم )

كلنا بشر نخطئ مهما حاولنا أن نكون على صواب
والأخطاء كثيره .. كثيره .. منوعه ... درجاتها متفاوته
لكنها في النهايه أخطاء
يجب أن نتطهر .. أن نتخلص منها .. أول بأول
وذلك بالإستغفار

حقيقه أن الإستغفار عالم آخر .. عالـــــم
يحميك من عذاب الله
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [لأنفال:33].
عالــــــم
بلا هموم بلا قلق

عن بن عباس رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لزم الاستغفار ، جعل الله له من كل ضيق
( مخرجا ، ومن كل هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب
عندما يقول رسولنا الكريم الصادق هذا الكلام .. فيجب أن نوقن به
سأحكي لكم قصه
حكت لي إحداهن وكان لديها مشروع خاص تديره أنها مرت بوقت عصيب ماديا .. حتى أنها
لم تكن تستطيع أن تنفق حتى على مشروعها
وكان أن لزمت الاستغفار .. في كل وقت
مثلا عزمت بعد كل صلاه أن تستغفر بعدد معين
تصديقا للحديث
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يقول : ( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
وكانت تستمع إلى الأغاني فإذا ما جلست بمفردها ووجدت أنها تردد إحدى الأغنيات .. عادت
مسرعه لتقول لنفسها .. أذكر الله وأستغفره أفضل
فتذكره وتستغفره .. وما كان إلا أن تحول حالها ... واشهد على ذلك
فرزقها الله من حيث لا تحتسب
وسبحان الله

عن أنس رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قال الله تعالى :
يابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا بن آدم لو
بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني ، غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو
أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
(( قراب الأرض بضم القاف ، هو ما يقارب ملأها ))

عندما يكون هذا الكلام.. كلام الله إذا فهو حق .. ويجب أن نوقن به
والطريق سهل .. إيمان بالله ودعاء واستغفار
قابلت إحدى المنتقبات (لم تكن منتقبه قبل ذلك ) وكانت تحمل طفلتها الصغيره .. وقصت لي حكايتها
كان قد
مر على زواجها 6 سنوات تقريبا ولم يرزقهما الله بالأولاد
في تلك السنوات مرت بصعاب كثيرة .. من علاجات .. وكلام ...ممن حولها فكانت تسمع
ما لا يتحمله إنسان .. وكان زوجها يعمل بالسعوديه .. وتقول عنه أنه طيب لأبعد
الحدود .. وتحمل معها كل شئ .. وكان أن أرسل لها لتؤدي العمرة حتى ترتاح نفسها
وتقول لي أنها ما إن جلست في المسجد بعد تأدية الفريضه .. إلا وأخذت تبكي كما لم تبكي
من قبل .. واخذت تتحدث إلى الله وتشتكى كل ما لاقت من الناس .. حتى شعرت بعدها
براحه وهدوء .. مرت أيام ثم اكتشفت أنه قد أجاب الله دعاءها .. ودعت زوجها وعادت
على بلدها لتنتظر مولودها
وكان الفتاه التي تحملها وعمرها عام .. عادت المرأه وهي منتقبه

سبحان الله
ألم يقل سبحانه في كتابه العزيز {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً
* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} [نوح :10ـ12].

عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :( سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت خلقتني
وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت ،
أبوء لك بنعمتك على ، وأبوء بذنبى ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
من قالها من النهار موقنا بها ، فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنه ،
ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنه .
(( أبوء بضم الباء : معناها أقر وأعترف ))

الاستغفار حقا عالم آخر

عن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال : ( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراَ كثيرا

أختم
بهذا الدعاء الجامع الذي يرويه الإمام مسلم من حديث أبي موسى الأشعري عن
رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يدعو فيقول : ( اللهم اغفر لي خطيئتي
وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي
وعمدي وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت
وما أنت أعلم به مني اللهم أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيءِ قدير ) .
فقط
استغفر الله وأدعوه وأنت موقن بأنه سميع قريب مجيب


يـارب إن عظمت ذنوبي كثرة ***** فلقد عـلمت بأن عفوك أعظم إن كـان لا
يرجوك إلا مـحسن ***** فبمن يـلوذ ويستجير المجرم مــالي إليك
وسيلــة إلا الرضا ***** وجميل عــفوك ثم أني مسلم

Sunday, April 13, 2008

إغسل قلبك

نحرص على النظافه
نغسل وجهنا .. أيدينا .... أكثر من مرة في اليوم

فاسمح لي أن أسألك وأقول لك
غسلت قلبك كم مرة ؟
هو القلب بيتغسل؟
مما يغسل ؟ وبما يغسل؟؟

القلب .. ذلك الجزء الخفي الذي إذا ملأه النور
أنار الدنيا حولك
وإذا ملأه الظلام .. أظلم كل ما حولك
القلب محل الإختبار.. ذكر في القرآن كثيرا والأحاديث ..
القلوب أنواع
منها القلب السليم
والقلب الميت
والقلب المريض
فالقلب السليم .. في أمان
قال تعالى: يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء 88، 89].
نسأل الله القلب السليم

والقلب الميت

هو الذي لا رجاء منه .. فهو عبد لشهواته وأهواؤه
لا يعرف طريق الله .. لا يعرف حب الله
لا يعرف غير طريق الشيطان
فلا يفكر إلا في نفسه وتحقيق رغباتها
نعوذ بالله من هذا القلب

القلب المريض
يجمع القلبين السابقين
يجمع بين حب الله وحب الشهوات
به بعض الأمراض .. التي قد يشفى منها إن صدقت نيته
فيجب أن تهت
م
به أكثر .. وأن تغسله باستمرار
أغسله
مما وبما؟
نعم اغسل قلبك ليبقى طاهرا منيرا نقيا سليما
وانظر بما يمتلئ
أبحب الله ؟ أم بحب الدنيا؟
هيا لنعلم مما نغسل القلوب ؟
من أمراض كثيره قد تصيبها
النفاق .. الرياء .. حب الشهوات .. الكره
الشك .. العشق .. الحسد ..البخل .. الشح
الهم .. الحزن..العجب..حب الدنيا..الغضب
طول الامل..الكبر
وبأي شئ نغسلها .. لنعالجها
القرآن
ففيه شفاء لما في الصدور .. فيه الهدى والراحه والإطمئنان

الذكر والإستغفار
ألا بذكر الله تطمئن القلوب

تجنب المعاصي والحرص على العمل الصالح
محاسبه النفس دائما .. ومقاومة أهوائها
فجهاد النفس هو أعظم الجهاد وأشده
وأولا وأخير
إملأ قلبك بحب الله

يعني مش أحب حد تاني؟
حد قال كده
إقرأ معي

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قَالَ‏:‏ ‏"‏ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ‏:‏ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا،
وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ‏.‏‏"‏

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
سبعه يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ، ورجل قلبه
معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه ، وتفرقا عليه ،ورجل دعته امرأه ذات حسن وجمال ،
فقال إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقه ، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ،
ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه

وعنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يقول يوم القيامه : أين المتحابون بجلالي ؟
اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي "

وعنه قال :
قال رسول الله (ص) والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنه حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أو لا أدلكم
على شئ
إذا فعلتموه تحاببتم ؟
أفشوا السلام بينكم


وعن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي (ص) إنه قال في الأنصار:
" لا يحبهم إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق ، من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله "


وعن معاذ رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله (ص) يقول
قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي ، لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء"

هل رأيت
عندما تحب الله ..
تحب كل إنسان وكل شئ
تحبه لله وفي الله
تحب جارك فتحسن معاملته
تحب عملك لترضي الله فتؤديه على أكمل وجه
تحب زوجتك (وتحبي زوجك )فتعاملها بما يرضى الله
تحب أصدقاءك .. تحب بلدك .. تحب كل شئ وأي شئ
تحبه لله وفي الله


بعدها ستجد علامات حب الله عز وجل
وهل لحب الله علامات ؟
طبعا
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : من عادى لي وليا ، فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلى مما افترضته عليه
وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،
فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التى يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ،
وإن سألني أعطيته ، ولئن استعاذني لأعيذنه "

آذنته ( أعلنته بأني محارب له)1
ياالله .. هل رأيت إن أحبك الله ماذا ستكسب

وعنه عن النبي (ص) قال : " إذا أحب الله تعالى العبد ، نادى جبريل :
أن الله تعالى يحب فلانا ، فأحببه ، فيحبه جبريل ، فينادي في أهل السماء
إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض

وعن عائشه رضي الله عنها ، أن رسول الله (ص) بعث رجلا على سريه
، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم ، فيختم بــ ( قل هو الله أحد ) فلما رجعوا ، ذكروا ذلك لرسول الله (ص) ،
فقال " سلوه لأي شئ يصنع ذلك ؟
فسألوه ، فقال : لأنها صفه الرحمن ، فأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال رسول الله (ص) " أخبروه أن الله تعالى يحبه "
ألا يستحق الأمر أن تحاول أن تكسب حب الله
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك

عايزة أقول
يا ريت تملأ قلبك بحب الله ده هيغسله من كل شئ
وهيخليه مليان بالحب لكل الناس ولكل شئ
حاجه كمان وعارفه إني طولت عليكم
كنا ذكرنا أن من أمراض القلوب مرض اسمه داء العشق
حيث يستحوذ على القلب حب شخص واحد
لا ترى سواه.. تحب فقط له ومن أجله
فكيف؟؟؟
كيف لقلب قد يتسع لحب الله وما يتبعه من حب كل شئ في الله ولله
وما يتبعه من بصيره .. وحب الله لك
كيف تجعل مثل هذا القلب حكرا على شخص واحد
قد يقدر هذا القلب وقد يكسره
كيف تمنح قلبك لشخص واحد .. فإن أقبل أقبلت الدنيا
وإن فقدته فقدت كل شئ ...
لا أقول أن لا تحب .. أبدا
حب
حب الله أولا ..
ثم حب في الله من تشاء
فإن فقدت من تحب بقى معك حب الله يملأ قلبك ويعينك
أما إن فقدت
حب الله .. فلن يعوضك أي شئ آخر عنه
حقـــــــا
من وجد الله .. ماذا فقد
ومن فقد الله ... ماذا وجد

Saturday, April 5, 2008

الجزء الأخير .. الحج

لا شك أن
التدرج في أركان الإسلام يطهر الإنسان رويدا رويدا
ويعوده التخلص من سطوة الشهوات وتحكم تفاهات الدنيا
كل هذا بتدرج منطقي جدا وبحكمه عاليه
وكنا وقفنا عتد الصوم وما يمنحه للإنسان من تعلم الصبر والسمو بروحانيات لا تتكرر
إلا في هذا الشهر الكريم
أنا أعتقد أن شهر رمضان مميز في كل شئ .. حتى أشعر أن له رائحه خاصه تعطر الجو..
وبعوده سريعه لمنطق التدرج في العبادات والحكمه فيه .. حيث أننا كلما تركنا ركن وذهبنا لآخر
كنا كمن يصعد درجه في سلم الإيمان
فنعلو درجه ونسمو درجه
وبالتأمل في الصوم نجد أنه يضم الأركان التي تسبقه وتتجمع فيه
ألم نتفق أننا في تدرج عبادي
فالصوم نكثر فيه من الذكر وقراءه القرآن
والصلاة حتى أن فيه صلاة خاصه وهي التراويح
والزكاه .. ففيه نخرج زكاه خاصه به وهي زكاه الفطر
وشهر الصوم يتميز أيضا بالإعتكاف
والاعتكاف معناه لغويا اللبث والحبس عن الشئ سواء كان خيرا أو شرا
ومعناه شرعا : المكث في مسجد الجماعه بنيه التعبد لله تعالى
والإعتكاف مشروع بالكتاب والسنه وفيه حكمه عاليه
فهو يجمع القلوب على الله تعالى بالخلوة وتربيه النفس وتهذيبها بالتقرب إلى الله
ويحبب المسلم في المسجد
حكى لي أحد أقاربي أنه عند انتهاء فترة الإعتكاف والإستعداد للعوده للمنزل
يكاد المعتكفون يبكون لتركهم المسجد بعد مكوثهم فيه والتدارس فيما بينهم وتبادل النصح والعلم
والتعاون في التقرب من الله
وعلى فكره أقل زمن للإعتكاف هو لحظه عند الأحناف والشافعيه والحنابله
وفي شهر الصوم أيضا ليله هي خير من ألف شهر وهي ليله القدر والعمل فيها خير من العمل
في ألف شهر ليس فيها ليله القدر وفيها تنزل الملائكه رحمة من الله وسلاما
واختلف العلماء في تعيينها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من كان متحريها فليحرها ليلة السابع والعشرين )
روي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من قام ليله القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
وعن عائشه رضي الله عنها قالت
قلت يا رسول الله : أرأيت إن علمت أيُّ ليلةِ ليلةُ القدر , ما أقول فيها ؟
قال صلى الله عليه وسلم : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )
فعلا شهر رمضان فرصه طيبه للمؤمن فإن كان عاصيا فباب التوبه مفتوح وأوسع ما يكون
في رمضان .. فالله يدعوه لرحمته ومغفرته
وعلى العاقل أن يغتنم تلك الفرصه ليبدأ صفحه جديده مع ربه
وإن كان المؤمن مطيعا فلديه أيضا فرصه للتقرب من الله أكثر فترفع درجاته أكثر
ويتخلص من العادات التي لا تليق به كمؤمن فيعلو أكثر
ومن يصدق في شهر رمضان مع الله يخرج منه وهو إنسان مختلف قلبه منير وروحه هادئه مستكينه
وأريد أن أختم كلامي عن الصوم بتلك الأسطر الرائعه
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان قال :
يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك . شهر فيه ليلة خير من ألف شهر , جعل الله
صيامه فريضه , وقيام ليله تطوعا , من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضه
فيما سواه , ومن أدى فريضه فيه كان كمن أدى سبعين فريضه فيما سواه ,
وهو شهر الصبر .. والصبر ثوابه الجنه , وشهر المواساه , وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه ,
من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه , وعتق رقبته من النار , وكان له مثل أجره من غير
أن ينقص من أجره شئ . قالوا يا رسول الله .. ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعطى الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة ,
أو على شربة ماء , أو مذقة لبن ( لبن مخلوط ) وهو شهر أوله رحمة , وأو سطه مغفرة
, وآخره عتق من النار , من خفف فيه عن مملوكه غفر الله له,
وأعتقه من النار , فاستكثروا فيه من أربع خصال :
خصلتين ترضون بهما ربكم , وخصلتين لا غناء بكم عنهما :
فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم : فشهادة أن لا إله إلا الله , وتستغفرونه ,
وأما الخصلتان اللتان لا غتاء بكم عنهما : فتسألون الله الجنة ,
وتعوذون به من النار , ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ
حتى يدخل الجنة )
كل هذا التدرج في العباده كأنه يعدنا ويجهزنا للركن الخامس
وهو الحج

ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )
رواه البخاري (1521) ومسلم (1350) ، وقال صلى الله عليه وسلم :
( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )
رواه البخاري (1773) ومسلم (1349

وطبعا للحج شروط وأركان وواجبات وسنن
لكننا هنا نتأمل تلك الفريضه فقط
فقط أحب أن نعرف أن الحج
واجب على كل مسلم مستطيع مرة واحدة في العمر . والمقصود بالإستطاعه
هي أن يكون المسلم قادر بدنيا وماديا على مصاريف السفر والطعام وغيرها من تكاليف مهمه
ويشترط للمرأه أن يكون معها محرم
وللمسلم الخيار أن يحج مفرداً أو قارناً أو متمتعاً
والإفراد هو أن يحرم بالحج وحده بلا عمرة . والقران هو أن يحرم بالعمرة والحج معا
والتمتع هو أن يحرم بالعمرة خلال أشهر الحج ( وهي شوال و ذو القعدة وذو الحجة ) ثم يحل
منها ثم يحرم بالحج في نفس العام وللنظر معا لتلك الفريضه
كأنها هي التتويج لكل العبادات الأخرى
فأنت تزور بيت الله الحرام أنت في ضيافته سبحانه
و هناك .. كل من في الحج آمِن
حتى الطير في السماء آمِن
هناك حيث الأمان والسلام
يأتي الناس من كل مكان يرتدون نفس الملبس وما أبسطه من ملبس (بلا مخيط)
يجتمعون على نفس الهدف لا فرق بينهم ولا تمييز بينهم
الحقيقه أنني عندما أنظر للحج الآن
وبكل أمانه لا أستطيع أن أكتب عنه جيدا
ربما لأنه حاله خاصه جدا من العبادات
لكنني لم أعشها ... لم أمر بلحظاتها وروحانياتها
هل أبحث وأنقل لكم قصص
فكم قصص رويت لي عن دعوات أستجابت بفضل الله في الحجه
أم أتحدث عن المناسك
أفضل أن أتحدث عنه بطريقه تأملات قلب
لذا
أدعوا الله أن يكتب لي حج بيته الحرام
وقتها إن شاء الله سأتحدث عنه كما أحب

هكذا انتهينا من التأمل في أركان الإسلام
انتظروا البوست القادم إن شاء الله
ولتفكر في هذا السؤال لحين نزول البوست القادم

وهو
غسلت قلبك كم مرة هذا اليوم ؟