Friday, May 6, 2011

إراده الله

لا يكون في الكون غير ما يريد الله
فالإراده نوعان
أولا إراده قدريه أو كونيه : وهي مشيئه الله الشامله وقدرته النافذه

فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن

فهو وحده سبحانه فعال لما يريد

ولا نفوذ لإراده أحد إلا ما يريد سبحانه

ونجد من الآيات ما يؤكد ذلك مثل

قوله تعالي : ( فعال لما يريد )

وقوله عز وجل
(  وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )

فكل شئ بإراده الله ولا يحدث شئ إلا بإرادته
ثانيا الإراده الشرعيه : وهي محبه فعل الشئ

فالله يحب أن يكون الإنسان مؤمنا .. يفعل الخير .. طائعا ....

والله لا يأمر بالفسق ولا يحب الفاسقين

يقول تعالي : (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)

وقوله (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ
صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السماء )

إذا فإنه لا خلق ولا رزق ولا عطاء ولا منع ولا سعاده ولا شقاء
ولا هدى ولا ضلال إلا بعد إذنه ومشيئته إذ أنه لا رب سواه
وللعباد قدره على أعمالهم ولهم مشيئه
والله خالقهم وخالق قدرتهم ومشيئتهم ولا قدرة لهم ولا مشيئه الا بإقدار الله لهم

والله خلق المؤمن والكافر والشقى والسعيد والصالح والطالح

فإسعاده للعبد وهدايته له فضل منه ورحمه

وإضلاله و إشقاؤه له عدل وحكمه

فهو أحكم الحاكمين واسمه العدل وهو العليم بالظالمين والعليم بالمهتدين

وعالم بما في الصدور
أي إن جميع أفعاله من هدايته من يشاء وإضلاله من يشاء وإلهامه كل نفس فجورها وتقواها

وجعله المؤمن مؤمن والكافر كافر كل هذا بمقتضى حكمته

فأفعاله كلها عدل وحكمه

سؤال :
هل كل أفعلي ونتائج أفعالي تكون مناصفه بين قدرتي وإرادتى وإراده الله ؟؟؟
الإجابه : لأ
لأن كل شئ بإراده الله .. فالله قدر كل شئ بإرادته الكونيه القدريه

فالله قضي في الكون الا يعبد الا اياه

وقضى ذلك شرعا ليبلوكم أيكم أحسن عملا

ليجزى المحسن بإحسانه ويجزى المسئ بإساءته

فالإراده الشرعيه هى اراده الامر والنهى (يأمرنا الله بأشياء وينهانا عن أشياء)

سؤال :
هل أنا اشارك في مسار حياتى بقدراتى وإرادتى ؟
نعم ولكن بشرط أن توافق هذه الأراده إراده الله
فأنت مثلا قد تذاكر وتجتهد ومع ذلك تفشل .. وقد تنجح

فنحن نسعي ولكن التوفيق وحده من الله ووقتها تأكد أن فشلك هذا لحكمه ولخير 
فلا تحزن على ما فاتك أبدا

يقول تعالي (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات . 
وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون).
فيجب على المؤمنين أن يتوكلوا على الله عز و جل مع أخذهم بالأسباب الشرعية

ثم ما يحدث بعد ذلك سواء كان توفيق أو فشل فهو لحكمه يعلمها الله

المراجع : كتاب مختصر معارج القبول

بشرح سلم الوصول إلي علم الأصول في التوحيد

Tuesday, April 19, 2011

يا مقلب القلوب

كثيرا ما ندعوا ونقول
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وهناك أحاديث لذلك كثيره منها

حدثنا شهر بن حوشب قال : قلت لأم سلمة : يا أم المؤمنين ،
 ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك
 قالت : أكثر دعائه : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ،
ثم قال : يا أم سلمة ، إنه ليس من آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله ، ما شاء أقام وما شاء أزاغ

ورغم ترديدي كثيرا لهذا الدعاء إلا إني لم أدرك معناه قبل اليوم

فبدأت أتذكر مواقف كثيره تؤكد لي هذا الإدراك

فكثيرا ما تعلق قلبي بأشياء أو أشخاص 
مثلا على المستوى التعليمي كان لي صديقات قريبات جدا لقلبي
وفي شخصيتي لا أستطيع أن  أحكم على احد سريعا
وكذلك لا يؤثر على علاقتي بأصدقائي موقف عابر أساؤا فيه التصرف
أو خطأ حدث منهم .. فكلنا نخطئ
ولكن ربما تحدث تراكمات أو موقف ما يعصف بكل شئ

و ما أتعجب له بالفعل هو تحول قلبي
وكيف بعدما كان يحب شئ ما أو شخص ما يتحول
ولا أقول أنه يكرهه فحتى الكره مشاعر
ولكنه يتحول لشعور غريب
وكأنه ما عرف هذا الشئ أو الشخص يوما ولا تعلق به

ربما أحيانا نوهم أنفسنا بأشياء ليست صحيحه
فنري أن سعادتنا لن تكون إلا بحصولنا على شئ ما
أو دخولنا كليه ما .. أو عملنا بمجال ما
أو بصداقتنا بشخص ما
أو بارتباطنا بشخص معين
فيتعلق القلب بأشياء ربما تكون وهميه وربما تكون حقيقيه
فالذي يحدد ذلك هو مقدار توكلنا على الله 
أو محاولاتنا قدر ما نستطيع أن نتقيه
فهذا فقط في اعتقادي هو ما ينجي القلب ويحوله 
الي الصواب أو الخير

قال صلي الله عليه وسلم

من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه 
فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها

وقال

من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره و جعل فقره
بين عينيه و لم يأته من

الدنيا إلا ما كتب له ، و من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره
و جعل غناه في

قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة " .السلسلة الصحيحة للألباني

حقيقه أدركت معنى .. يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
فالقلوب سرعان ما تتحول
ربما تتحول ابتلاء من الله
أو تتحول لضعف فيها
حقيقه لا أدري .. إلا إن في كل تعب وقلق وعدم سكينه

و ما أدركه الآن أن اي تحول للقلوب يمكن أن نتحمله ونتعايش معه
إلا التحول عن دين الله

فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا  على دينك 
ولا تشغل قلوبنا  بما يشغلنا عنك
وأحسن خاتمتنا جميعا
ولا تمتنا إلا وأنت راض عنا

Sunday, April 10, 2011

إنها القلوب

مما يتميز به القرآن الكريم .. أنه يُتحدى به
فلم ولن يستطيع انس او جن أن يأتى بحرف من مثله ولو اجتمعوا

ومن الآيات التي أقف عندها كثيرا .. وأتأملها كثيرا .. بل أشعر عند قراءتها
أن قلبي يرددها خلفي

هي الآيه 74 من سورة البقرة

قال تعالي
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ 
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

فكيف يكون من البشر من يملك قلب كالحجارة أو أشد من الحجارة في قسوته

إنه قول الحق وقوله حق

من المفترض أن الحجارة صلبه قويه لا تلين
إذا قبضت يدك عليها بقوة لن تفتتها
وإذا رميت بها أحد قد تؤذيه .. بل قد تفقده حياته
إذا شكوت لها لن تشعر بك .. ولن تواسيك

ذلك على عكس قلب الإنسان تماما
ذلك العضله التى تقوم بالانقباض المتكرر وبانتظام
تضخ الدم في الدوره الدمويه ليغذي جميع أجزاء الجسم

انه عضله .. نسيج وألياف وشرايين ..
عضله تمنح الحياه ... ليست بقوة الحجر ولا صلابته
وبالرغم من ذلك فهناك قلوب اشد قسوة من ذلك الجماد المسمى حجارة

فالقلوب محل الإيمان او النفاق
محل الطيبه أو الخبث
محل حسن الظن أوسوء الظن
محل حب الخير للناس أو الحسد
محل الخشوع أو القسوة

يقول تعالى
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ....) سورة الحديد

منها السليم ومنها المريض
قال تعالى
((في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)البقرة10

إنها القلوب محل كل شئ
ومع ذلك
يبقى أن هناك حجارة تتفجر لتمنحنا الأنهار
ومنها ما يبكى فيخرج منه الماء
ومنها ما يسقط خشوعا لله


ومنها ما يحب وما يكره
عن أبي عبس ابن جبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد هذا جبل يحبنا ونحبه على باب من أبواب الجنة 
وهذا عير على جبل يبغضنا ونبغضه على باب من أبواب النار  ...رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط

ومنها ما يشتاق ويحن ويسلم
عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف حجرا بمكة
كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن

ويبقى كذلك هناك قلوب أشد قسوة من الحجارة

أعاننى الله وإياكم على
تطهير قلوبنا والحفاظ عليها وألا نتركها تصدأ
أو تتحول لحجارة أو أشد