Saturday, April 5, 2008

الجزء الأخير .. الحج

لا شك أن
التدرج في أركان الإسلام يطهر الإنسان رويدا رويدا
ويعوده التخلص من سطوة الشهوات وتحكم تفاهات الدنيا
كل هذا بتدرج منطقي جدا وبحكمه عاليه
وكنا وقفنا عتد الصوم وما يمنحه للإنسان من تعلم الصبر والسمو بروحانيات لا تتكرر
إلا في هذا الشهر الكريم
أنا أعتقد أن شهر رمضان مميز في كل شئ .. حتى أشعر أن له رائحه خاصه تعطر الجو..
وبعوده سريعه لمنطق التدرج في العبادات والحكمه فيه .. حيث أننا كلما تركنا ركن وذهبنا لآخر
كنا كمن يصعد درجه في سلم الإيمان
فنعلو درجه ونسمو درجه
وبالتأمل في الصوم نجد أنه يضم الأركان التي تسبقه وتتجمع فيه
ألم نتفق أننا في تدرج عبادي
فالصوم نكثر فيه من الذكر وقراءه القرآن
والصلاة حتى أن فيه صلاة خاصه وهي التراويح
والزكاه .. ففيه نخرج زكاه خاصه به وهي زكاه الفطر
وشهر الصوم يتميز أيضا بالإعتكاف
والاعتكاف معناه لغويا اللبث والحبس عن الشئ سواء كان خيرا أو شرا
ومعناه شرعا : المكث في مسجد الجماعه بنيه التعبد لله تعالى
والإعتكاف مشروع بالكتاب والسنه وفيه حكمه عاليه
فهو يجمع القلوب على الله تعالى بالخلوة وتربيه النفس وتهذيبها بالتقرب إلى الله
ويحبب المسلم في المسجد
حكى لي أحد أقاربي أنه عند انتهاء فترة الإعتكاف والإستعداد للعوده للمنزل
يكاد المعتكفون يبكون لتركهم المسجد بعد مكوثهم فيه والتدارس فيما بينهم وتبادل النصح والعلم
والتعاون في التقرب من الله
وعلى فكره أقل زمن للإعتكاف هو لحظه عند الأحناف والشافعيه والحنابله
وفي شهر الصوم أيضا ليله هي خير من ألف شهر وهي ليله القدر والعمل فيها خير من العمل
في ألف شهر ليس فيها ليله القدر وفيها تنزل الملائكه رحمة من الله وسلاما
واختلف العلماء في تعيينها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من كان متحريها فليحرها ليلة السابع والعشرين )
روي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من قام ليله القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
وعن عائشه رضي الله عنها قالت
قلت يا رسول الله : أرأيت إن علمت أيُّ ليلةِ ليلةُ القدر , ما أقول فيها ؟
قال صلى الله عليه وسلم : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )
فعلا شهر رمضان فرصه طيبه للمؤمن فإن كان عاصيا فباب التوبه مفتوح وأوسع ما يكون
في رمضان .. فالله يدعوه لرحمته ومغفرته
وعلى العاقل أن يغتنم تلك الفرصه ليبدأ صفحه جديده مع ربه
وإن كان المؤمن مطيعا فلديه أيضا فرصه للتقرب من الله أكثر فترفع درجاته أكثر
ويتخلص من العادات التي لا تليق به كمؤمن فيعلو أكثر
ومن يصدق في شهر رمضان مع الله يخرج منه وهو إنسان مختلف قلبه منير وروحه هادئه مستكينه
وأريد أن أختم كلامي عن الصوم بتلك الأسطر الرائعه
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان قال :
يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك . شهر فيه ليلة خير من ألف شهر , جعل الله
صيامه فريضه , وقيام ليله تطوعا , من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضه
فيما سواه , ومن أدى فريضه فيه كان كمن أدى سبعين فريضه فيما سواه ,
وهو شهر الصبر .. والصبر ثوابه الجنه , وشهر المواساه , وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه ,
من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه , وعتق رقبته من النار , وكان له مثل أجره من غير
أن ينقص من أجره شئ . قالوا يا رسول الله .. ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعطى الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة ,
أو على شربة ماء , أو مذقة لبن ( لبن مخلوط ) وهو شهر أوله رحمة , وأو سطه مغفرة
, وآخره عتق من النار , من خفف فيه عن مملوكه غفر الله له,
وأعتقه من النار , فاستكثروا فيه من أربع خصال :
خصلتين ترضون بهما ربكم , وخصلتين لا غناء بكم عنهما :
فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم : فشهادة أن لا إله إلا الله , وتستغفرونه ,
وأما الخصلتان اللتان لا غتاء بكم عنهما : فتسألون الله الجنة ,
وتعوذون به من النار , ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ
حتى يدخل الجنة )
كل هذا التدرج في العباده كأنه يعدنا ويجهزنا للركن الخامس
وهو الحج

ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )
رواه البخاري (1521) ومسلم (1350) ، وقال صلى الله عليه وسلم :
( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )
رواه البخاري (1773) ومسلم (1349

وطبعا للحج شروط وأركان وواجبات وسنن
لكننا هنا نتأمل تلك الفريضه فقط
فقط أحب أن نعرف أن الحج
واجب على كل مسلم مستطيع مرة واحدة في العمر . والمقصود بالإستطاعه
هي أن يكون المسلم قادر بدنيا وماديا على مصاريف السفر والطعام وغيرها من تكاليف مهمه
ويشترط للمرأه أن يكون معها محرم
وللمسلم الخيار أن يحج مفرداً أو قارناً أو متمتعاً
والإفراد هو أن يحرم بالحج وحده بلا عمرة . والقران هو أن يحرم بالعمرة والحج معا
والتمتع هو أن يحرم بالعمرة خلال أشهر الحج ( وهي شوال و ذو القعدة وذو الحجة ) ثم يحل
منها ثم يحرم بالحج في نفس العام وللنظر معا لتلك الفريضه
كأنها هي التتويج لكل العبادات الأخرى
فأنت تزور بيت الله الحرام أنت في ضيافته سبحانه
و هناك .. كل من في الحج آمِن
حتى الطير في السماء آمِن
هناك حيث الأمان والسلام
يأتي الناس من كل مكان يرتدون نفس الملبس وما أبسطه من ملبس (بلا مخيط)
يجتمعون على نفس الهدف لا فرق بينهم ولا تمييز بينهم
الحقيقه أنني عندما أنظر للحج الآن
وبكل أمانه لا أستطيع أن أكتب عنه جيدا
ربما لأنه حاله خاصه جدا من العبادات
لكنني لم أعشها ... لم أمر بلحظاتها وروحانياتها
هل أبحث وأنقل لكم قصص
فكم قصص رويت لي عن دعوات أستجابت بفضل الله في الحجه
أم أتحدث عن المناسك
أفضل أن أتحدث عنه بطريقه تأملات قلب
لذا
أدعوا الله أن يكتب لي حج بيته الحرام
وقتها إن شاء الله سأتحدث عنه كما أحب

هكذا انتهينا من التأمل في أركان الإسلام
انتظروا البوست القادم إن شاء الله
ولتفكر في هذا السؤال لحين نزول البوست القادم

وهو
غسلت قلبك كم مرة هذا اليوم ؟