Monday, June 1, 2009

الدعاء والقدر

القدر والدعاء

القدر .. قدران : قدر مكتوب قبل خلق السموات والأرض، فهو الذي في أم الكتاب لا يتبدل،

والقدر الثاني في ألواح الملائكة وهذا يمكن أن يمحى أو يثبت

والقدران مذكوران في قول الله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب).

أما القدر الأول فلا نملك فيه شيئا .. فهو قدر محتوم لا يبدل .. فهو واقع لا محاله

أما القدر الثاني فهو معلق .. فقد يقع أو لا يقع

إذا ما الذي يتحكم في الأمر ؟؟؟

إنه الدعاء ..

يعني إيه دعاء ؟؟

الدعاء في اللغة

هو ما يتوسل به إلى الله تعالى من القول.

الدعاء في الاصطلاح الفقهي

دعوت الله :أي ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير

وهو الكلام الدال على الطلب مع الخضوع ، ويسمى أيضاً سؤالاً

نعود للقدر المعلق

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم

(‏لا يرد القدر إلا الدعاء‏)‏ أخرجه الحاكم وغيره ‏[‏رواه الحاكم في ‏"‏مستدركه‏"‏‏

من حديث ثوبان رضي الله عنه، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏

فالقدر المعلق مرتبط بسبب .. هذا السبب هو الدعاء

فالدعاء الخالص يكون سبب في وقوع الخير أو منع شر

لايرد القدر إلا الدعاء .. فالدعاء والقضاء يلتقيان ما بين السماء والأرض فيعتلجان أي يتصارعان

والأقوى فيهم يقع

فإذا كان دعاء العبد أقوى .. تغلب على القضاء فيرفع ولا ينزل فلا يصيب العبد منه شئ

وإذا كان الدعاء ضعيف تغلب القضاء عليه ووقع ولكن يقع بصورة أخف

وإنا كانا بنفس القوة ظلوا يتصارعان حتى يدعو العبد دعوة أخري أكثر قوة

الدعاء

عباده سواء تحقق أو لا .. فهو حتى إن لم يتحقق فيجب أن توقن

أن الله قد دفع به شر عنك أو إدخر به شيئا لك يوم القيامه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم –

: (ما من مسلم يدع الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله

بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته،

وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.

قالوا إذن نكثر! قال الله أكثر) أخرجه الترمذي

فهو عباده

والله يحب العبد اللحوح في الدعاء

فالدعاء هو الذي يقربنا من الله والحاجه تجعلنا نلجأ لخالقنا

الذي ليس لنا سواه

فهو كاعتراف منا بوحدانيه الله وتسليمنا له

وهو لا يحتاج لوسيط أيا كان .. فقط أنت وربك

يقول الله سبحانه مخاطبا وآمرا نبيه صلى الله عليه وسلم:

(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي

وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)

إذا ادعوا ولا تيأس .. فقط ادعوا بقوة وإلحاح

واحرص

على مأكلك أن يكون من حلال وادعوا بنيه خالصه موقنه بالإجابه

واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما). (النساء / 76)
ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ). (الأنبياء / 76)
وأيوب إذ نادى ربّه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر

وآتيناه ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين). (الأنبياء / 83-84)
وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

* فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين).(الأنبياء/87-88)
وزكريا إذ نادى ربه رب لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له

زوجة إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين). (الأنبياء / 89-90)


اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

18 comments:

صفــــاء said...

رائع يا سلوى

موضوع ممتاز ومعالجه مبسطه

سلوى said...

تسلمي صفوء
ومرورك هو الأروع دوما
بس انت روحتى فين
مش ع المسنجر ليه

د. ياسر عمر عبد الفتاح said...

وورد حديث نصاً
الدعاء هو العبادة
مش مخ العبادة زي ما بيقول البعض

الدعاء كمان والله سحر
بس سحر حلال
ناس كثير بتغفل عنه رغم أهميته
علشان كده بعتبرهم محرومين

الموضوع جميل جداً
وفيه تأصيل شرعي منضبط عن الكتب والأقدار لنها بتلتبس عن البعض
{يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (39) سورة الرعد

حمد الله علي سلامة المدونة دي
وياريت تكملي موضوع أهل السنة

romansy said...

اخيرا
الدعاء استجاب
والاستاذه سلوى كتبت بوست جديد
الله عليكى يا استاذه
الدعاء والقدر
الدعاء اساس العباده
الدعاء الذي لم تقدر له الإجابة، فهو إما أن يدخر لصاحبه يوم القيامة، وإما أن يصرف عن صاحبه من السوء مثله،

موناليزا said...

اللهم لاتجعل لنا هما الا فرجته ولا مكروبا الا وفككت كربه ولا حاجة من حوائج الدنيا لنا فيها خيرا الا قضيتها يا ارحم الراحمين
اللهم أجب دعاء الداعين واشفى مرضى المسلمين واهدى شباب المسلمين اللهم امين

جزاكم الله خيرا

Anonymous said...

اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

بوست راااائع

بارك الله فيكي عالتذكرة الحسنة

ربنا يتقبل دعائنا ويرفع عنا الاذى

دمتي بحفظ الرحمن

حياه بلا عنوان said...

السلام عليكم بجد البوست رائع جدا بارك الله فيكى وربنا يجزيكى كل خير يارب

سلوى said...

د. ياسر عمر عبد الفتاح
الله يسلمك ويبارك فيك

فعلا الدعاء عباده

جزيت خيرا ع الإضافه

موضوع أهل السنه كنت عايزة أشير فيه لشئ
وهو إن الإسلام لا يحتاج لتفريع ومسميات مختلفه
لا يحتاج أن نعمل منه طوائف
أنا لا أشكك في إيمان أحد كما اعتقد البعض
ولا أكفر أحدا طبعا

ولكن أريد أن نكون مسلمين وكفي
أقول أنا مسلمه وبس

مش لازم أدخل في جماعه معينه
أو اقول أنا من أهل الجماعه كذا

أنا مسلمه وكفي :))

أشكرك ع المتابعه ربنا يحفظك من كل سوء أخي

سلوى said...

romansy

إيه ده .. كنت بتدعي كمان
أنا والله لما نزلت البوست قلت لصفاء
أكيد الناس نسيت المدونه
طيب الحمد لله إنكم فاكرينها
ربنا يخليك رومانسي

وبعدين أستاذه إيه
دي مجرد تأملات أحدث بها نفسي قبلكم
دمت بكل الخير أخي

سلوى said...

موناليزا

اللهم آمين
وجزيتي كل الخير موناليزا

سلوى said...

ঔღঔ نـــوارة ঔღঔ

ربنا يتقبل دعائنا ويرفع عنا الاذى

مروك أروع عزيزتي
ربنا يحفظك ودمتي سالمه

سلوى said...

حياه بلا عنوان

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزيتي كل الخير
تشرفت بمروركم

بـِصَمتـِـ أميرة ــــى said...

اللهم فيما عندك عظمت رغبتى
أرزقنى شفاعة حبيبك ونبيك المصطفى يوم لا ظل إلا ظلك وأرزقنا جميعا من يده الشريفه شربة هنيئة مريئة لانظمأ بعدها أبدا
اللهم أمين
بجد موضوع فى الصميم الدينى
وإستفدنا منه كتير
جزاكى الله خيرا
وننتظر المزيد


:)

أميرة

(ملكة بحجابى)

(حلـم) said...

تسلم ايدكي..واحساسك الصادق..وجهد الله يجزيكي الخير وداوم التوفيق..واتمني دوام التواصل..حلم..

سلوى said...

ملكة بحجابى
ربنا يخليكي
وجزيتي كمل الخير عزيزتي

بجد أسعدني تشريفك
زيارات بقى :)

سلوى said...

حلـم،،

اسمك نفش اسم آخر بوست عندي :)

ربنا يخليكي وجزيتي كل الخير
وإن شاء الله يدوم التواصل :)
دمتى بكل الخير

Omar EL Zomor said...

جزاك الله خيراً اختي الكريمة علي هذا الطرح
البسيط الرائع
وبعد....

كيفية تغيير الدعاءللاقدر

الإنسان هو الذي يصنع قدره!! ألم يقل الله تعالى: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)؟

أي فمن أحسن استخدام المعطيات التي أعطاها الله له.. كالعقل، والوقت، والصحَّة، وغيرها، واختار الإيمان ونظام الإسلام ليدبِّر به حياته، سعد في الدنيا ثمَّ في الآخرة، وكتبه الله في السجل الذي عنده وفيه أعماله أنَّه من السعداء قبل أن يولد، لأنَّه سبحانه يعلم المستقبل، ويعلم عن عبده هذا أنَّه سيختار الخير.

قال الإمام الخطَّابي فيما نقله عنه الشيخ السيد سابق في كتابه “العقائد الإسلاميَّة”: “قد يحسب كثيرٌ من الناس أنَّ معنى القضاء والقدر إجبار الله سبحانه العبد على قدره وقضاه.. وليس الأمر كما يتوهَّمون، وإنَّما معناه الإخبار عن تقديم علم الله سبحانه بما يكون من اكتسابات العبد”.

والعكس صحيح، فمن أساء استخدام عقله أو وقته أو صحَّته، ولم يستجب لرسل الله الذين أرسلهم ولم يلتزم بنظامه -أي الإسلام- الذي بعثه له معهم ليسعد به، واختار بنفسه ألا يسير في هذا الطريق، وأن يسير في طريق الضلالة، تعس في الدنيا ثمَّ في الآخرة، وكتبه الله عنده قبل أن يولد أنَّه شقيّ.. لأنَّه سبحانه يعلم المستقبل ويعلم أنَّه سيختار الضلال، وحاشا لله أن يُقال عنه أنَّه هدى هذا وأضلَّ ذاك، لأنَّه في هذه الحالة سيَتَّهم الضالُّ ربَّه زورًا بأنَّه غير عادل!! وكان من حقِّه أن يقول: لماذا يا ربِّ لم تجعلني من أهل الخير؟!! أمَّا قوله تعالى: (يهدي من يشاء)، أو قوله: (يُضِلُّ مَن يشاء) فمعناه أنَّ (من يشاء) تعود على الإنسان وليس على الله تعالى، أي أنَّ الإنسان إذا أراد أن يهتدي هداه ربُّه وزاده هدايةً وخيرًا، ويؤيِّد هذا قوله تعالى: (والذين اهتدوا زادهم هدًى) والعكس صحيحٌ أيضًا، فمن أراد الشر وأصرَّ عليه استجاب الله لطلبه كما يقول: (فلمَّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم) ليكون ذلك حافزًا لأهل الخير لزيادة خيرهم ولمنع الشر الذي سيضرُّهم.
كانت هذه الكلمات من مقال للداعيه محمد محمود منصور بارك الله فيه
لمُشاهدة باقي المقال اضغط
هنا

ولاتنسو الدعاء
والله ولي التوفيق

رحـيقٌ مخـتُوم ~ تسنيم / said...

رضي الله عنك ووفقك للخير كُلّه ،
نسأله المغفرة وحُسن مآبْ